التربية العصبية (وظائف الدماغ والتعليم): تخصص مستقبلي للدراسة بالخارج
شارك
في العقود الأخيرة، شهد العالم قفزة علمية هائلة في فهم الدماغ البشرية وآليته، الأمر الذي أفرز مفهومًا جديدًا في ميدان التربية عُرف باسم "التربية العصبية".
هذا المجال يجمع بين علم الأعصاب وعلم النفس التربوي، ليكشف كيف يتعلم الدماغ ويعالج المعلومات، وكيف يمكن توظيف هذه المعرفة في تحسين استراتيجيات التعليم. ومع التطور المتسارع للتكنولوجيا وأدوات البحث العلمي، أصبح الدماغ محورًا أساسيًا في صياغة المناهج، وبرامج التعليم، وطرق التدريس الحديثة، مما أوجد علاقة وثيقة بين التربية العصبية والتدريس الحديث، حيث يسعى المعلمون والمخططون التربويون إلى تصميم بيانات تعليمية تتوافق مع طبيعة الدماغ وتستثمر قدراته إلى أقصى حد.
ما هي التربية العصبية ولماذا ظهرت؟
التربية العصبية هي مجال علمي يجع بين علم الأعصاب وعلم النفس التربوي والتربية، بهدف فهم كيف يتعلم الدماغ، وكيف يمكن توظيف هذا الفهم في تحسين التعليم.
بكلمات أخرى فإن التربية العصبية هي دراسة العلاقة بين عمل الدماغ وعمليات التعلم، مع تطبيق نتائج الأبحاث العصبية على طرق التدريس، تصميم المناهج وبرامج التعليم، وإدارة الصف.
أما عن لماذا ظهرت التربية العصبية، فهناك العديد من الأسباب لظهورها، ومنها ما يلي:
• التقدم في أبحاث الدماغ:
بفضل التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي وغيرها، أصبح العلماء قادرين على ملاحظة وظائف الدماغ أثناء التعلم.
• الحاجة إلى تعليم أكثر فاعلية:
حيث أن أساليب التعليم التقليدية لا تناسب جميع الطلاب، والتربية العصبية تقدم حلولًا مبنية على كيفية عمل الدماغ فعلًا.
• دمج العلم بالتربية:
حيث رغب الباحثين في سد الفجوة بين الاكتشافات العلمية والممارسات الصفية.
• التطور التكنولوجي:
التكنولوجيا وفرت أدوات دقيقة لفهم وظائف الدماغ، مما جعل تطبيق هذه المعرفة على التعليم ممكنًا.
فائدة تخصص التربية العصبية
يمثل هذا التخصص التقارب بين التخصصات الجامعية المختلفة لتحسين النتائج التعليمية عن طريق تحسين أساليب التدريس وتطوير استراتيجيات تعليمية أكثر فعالية. كما يعمل على سد الفجوة بين علم الأعصاب والتعليم من خلال تطبيق نتائج الأبحاث العصبية على الممارسات التعليمية. وإليك هنا الفوائد الأساسية لتخصص التربية العصبية:
- • فهم آليات التعلم لتحسين التدريس.
- • تحديد نقاط القوة والضعف للمتعلمين، وتوجيه برامج التعليم عبر استراتيجيات تناسب قدراتهم.
- • اكتساب المهارات بفعالية أعلى.
- • تعزيز التفكير الإبداعي وحل المشكلات.
- • تنمية الذكاء العاطفي.
- • تحفيز التعليم مدى الحياة.
- • شمولية عصبية.
- • فهم أفضل للانتباه والذاكرة.
- • دمج العاطفة في التعلم.
- • دعم الصحة العقلية والإعداد البدني.
المواد التي يدرسها الطالب في تخصص التربية العصبية
يدرس طلاب تخصص التربية العصبية مجموعة واسعة من المواد وبرامج التعليم التي تجمع بين علم الأعصاب وعلم النفس والتربية، وتشمل هذه المواد ما يلي:
• علم التشريح العصبي:
الذي يركز على دراسة بنية الجهاز العصبي ووظائف الأعضاء المختلفة.
• علم وظائف الأعصاب:
يركز على كيفية عمل الجهاز العصبي وآليات الإشارات العصبية.
• علم الأدوية:
يركز على كيفية تغطية تأثير الأدوية على الجهاز العصبي.
• أساسيات التقييم السريري:
ويتعلم فيها الطلاب كيفية تقييم الحالات العصبية المختلفة.
• العلوم العصبية السلوكية والمعرفية:
ويُدرس العلاقة بين الدماغ والسلوك والعمليات المعرفية مثل الإدراك، والانتباه، والذاكرة.
• تطبيقات علم الأعصاب في التعليم:
يركز على كيفية تطبيق نتائج علم الأعصاب في تحسين أساليب التدريس والتعلم.
• نظريات التعلم:
يُدرس نظريات التعلم المختلفة وكيفية ارتباطها بالجهاز العصبي.
• تكنولوجيا التعليم:
يتعلم الطلاب من خلال دراسة هذه المادة كيفية استخدام التكنولوجيا في التعليم وربطها بالعلوم العصبية.
• الصعوبات المعرفية:
يُدرس أسباب وأنواع الصعوبات المعرفية مثل عسر القراءة والخلل في تعلم الحساب.
• التعلم الذاتي المنظم:
يركز على كيفية تنظيم الطلاب لعملية تعلمهم بأنفسهم.
بالإضافة إلى هذه المواد، قد يدرس الطلاب مواد أخرى متعلقة بالاضطرابات النمائية، والتقييم، والتشخيص، وعلاج الأطفال ذوي الاضطرابات النمائية، وتطبيق الاختبارات وتقنينها.
وظائف سوق العمل لخريجي تخصص التربية العصبية
تتوفر العديد من فرص العمل لخريجي تخصص التربية العصبية في مجالات متنوعة، بما في ذلك التربية الخاصة، والتعليم، والاستشارات، والبحث العملي. يمكن للخريجين العمل كمعلمين في المدارس، أو كأخصائيين في مراكز التأهيل، أو كمستشارين في المؤسسات التعليمية والاجتماعية. كما يمكنهم العمل في مجال البحث العلمي وتطوير برامج التعليم الخاصة. إليك فيما يلي بعضًا من فرص العمل بالتفصيل:
- • مهندس بيئي
- • مستشار طاقة
- • باحث
- • معلم تربية خاصة
- • أخصائي تأهيل
- • مستشار تربية خاصة
- • معلم في المدارس
- • مدرب في المدارس
- • مستشار تعليمي
- • مستشار أسري
- • باحث في مجال التربية العصبية
- • مطور برامج تعليمية
- • أخصائي نفسي في المستشفيات
- • أخصائي نفسي في الشركات
الدول الرائدة في تقديم برامج التعليم المتعلقة بتخصص التربية العصبية
إن كنت قد اتخذت قرار الدراسة في الخارج لهذا التخصص، من بين التخصصات الجامعية الأخرى، فتتصدر العديد من الدول قائمة الدول الرائدة في تقديم تخصص التربية العصبية (علم الأعصاب التربوي)، بما في ذلك ما يلي:
• الولايات المتحدة الأمريكية:
وتعد من أوائل الدول التي بدأت في تطوير هذا المجال، وتضم العديد من الجامعات والمؤسسات البحثية الرائدة في علم الأعصاب التربوي، مثل جامعة هارفارد وجامعة ستانفورد.
• المملكة المتحدة:
تشتهر المملكة المتحدة ببرامجها المتقدمة في علم الأعصاب، وتلعب دورًا مهمًا في تطوير الأبحاث والتطبيقات التربوية المستندة إلى علم الأعصاب، وتظم جامعات مثل جامعة أكسفورد وجامعة كامبريدج.
• كندا:
تشتهر كندا بتركيزها على الأبحاث متعددة التخصصات الجامعية، مما يجعلها رائدة في مجال التربية العصبية، وتضم جامعات مثل جامعة تورنتو وجامعة كولومبيا البريطانية.
• استراليا:
تولي استراليا اهتمامًا كبيرًا بالتربية العصبية، وتسعى إلى دمج نتائج الأبحاث في تطوير المناهج وبرامج التعليم التدريس، وتضم جامعات مثل جامعة ملبورن وجامعة سيدني.
• ألمانيا:
تشتهر ألمانيا بتركيزها على الأبحاث الأساسية في علم الأعصاب، وتلعب دورًا مهمًا في تطوير تطبيقات التربية العصبية، وتضم جامعات مثل جامعة لودفيغ ماكسيميليان في ميونخ وجامعة هايدلبرغ.
• السويد:
تعتبر السويد من الدول الرائدة في مجال البحث في علم الأعصاب، وتضم معاهد بحثية متخصصة في هذا المجال، مثل معهد كارولينسكا.
يمكنك التقديم عبر يوستدي مجانًا لمعرفة أفضل الخيارات التي تناسبك لتحقيق حلمك بالدراسة في الخارج، كما يقدم لك الفريق المساعدة والاستشارة اللازمة التي تحتاجها في اختيار الجامعة المناسبة لك وتسهيل أمور التقديم عليها والحصول على القبول الجامعي بها.