التكنولوجيا والتعليم
شارك
من بين المصطلحات الشائعة في مجال العملية التعليمية مصطلح 'تكنولوجيا التعليم' فما المقصود به وما علاقة التكنولوجيا بالتعليم وما أهم سلبياته وايجابياته على العملية التعليمية، هي أسئلة نطرحها ونحاول الإجابة عليها في السطور القادمة.
ما المقصود بتكنولوجيا التعليم؟
هي جميع الوسائل التكنولوجية الحديثة التي تستخدم في الأنظمة التعليمية بغرض تحقيق أهداف تم تحديدها ومن أجل تطوير العملية التعليمية.
ومن هنا يمكننا أن نحدد جميع العناصر التي تتواجد في عملية استخدام التكنولوجيا في التعليم وهي تتمثل فيما يلي:
- المتعلم.
- الوسائل التكنولوجية.
- المواد التعليمية.
- الاستراتيجيات.
- التقويم.
إن الانفجار العرفي الذي يشهده العالم وثورة الاتصالات التي ساهمت كثيرا في سرعة انتقال المعرفة حتمت على المؤسسات التربوية مواكبة ذلك والقيام بالتجديد في طرق ووسائل التعليم لذا لجأت كثير من المؤسسات التعليمية في دول مختلفة إلى استخدام التكنولوجيا وثورة الاتصالات في نقل العلم والمعرفة إلى المتعلم فتجد المدارس والجامعات في بريطانيا على سبيل المثال قد استخدمت في بيئتها التعليمية أحدث الوسائل التكنولوجية وأحدث تقنيات التعليم مما زاد من مستوى جودة التعليم لديها عالميا.
ما هو دور التكنولوجيا في إثراء عملية التعليم؟
يتمثل دور التكنولوجيا في مواكبة ذلك الانفجار المعرفي في عدة نقاط نذكر منها:
- المساهمة في استيعاب زيادة المتعلمين التي عجزت عن استيعابها الطرق التقليدية للتعليم التي تحتاج إلى أبنية ومرافق إضافية.
- ساهمت تكنولوجيا التعليم في استيعاب جميع الفئات التي ترغب في التعلم فلم يعد التعليم مقتصرا على فئة دون أخرى.
- ألغت تكنولوجيا التعليم جميع العوائق الزمنية والمكانية التي كانت تعوق عددا ممن يرغبون في استكمال تعليمهم.
- تقوم تكنولوجيا التعليم بتحسين ملحوظ وقوي في العملية التعليمية وتحسين أداء المتعلم.
- باستخدام تكنولوجيا التعليم أصبح الطالب هو محور العملية التعليمية التي استبدلت مشاركة الطالب بدلا من الاقتصار على أسلوب التلقين.
- من خلال تكنولوجيا التعليم انتشر مفهوم التعلم الذاتي والذي يعتمد بالأساس على المتعلم دون الحاجة إلى معلم.
- معالجة نقص أعضاء هيئة التدريس إذ يمكن الاستعاضة عنهم بالدوائر التلفزيونية وما شابه.
مزايا تكنولوجيا التعليم:
تتعدد مزايا تكنولوجيا التعليم وتتمثل في:
- تحسين العملية التعليمية.
- تحقيق الأهداف بصورة أسرع وتكاليف أقل.
- تنمية التفكير الإبداعي لدى المتعلم.
- توفير الوقت والجهد.
- تنمي عملية التشويق والإثارة لدى المتعلم.
- تتم العملية التعليمية من خلال العمل وليس التلقي والحفظ.
- تساعد الفرد على الرغبة في التطور والتعلم الذاتي.
- تنوع الخبرات لدى المتعلم.
ومن جهة أخرى فإن لتقنيات التعليم الحديثة سلبيات عديدة يمكننا أن نوجزها فيما يلي:
- الاعتماد على التكنولوجيا في عملية التعلم بشكل كبير قد يورث بعض السلوكيات السلبية للمتعلم مثل الكسل والانطوائية والكسل في الحساب الذهني وسوء الخط، وغير ذلك إضافة إلى بعض الأمراض التي يورثها كثرة الجلوس أمام جهاز الحاسوب من ضعف في البصر وآلام في الظهر والعظام بصفة عامة.
- يمكن أن يصاب المتعلم بالملل أو حدوث تبلد في الذاكرة.
- اعتماد المتعلم على المعلومات السطحية وعدم تعمقه في البحث.
- صعوبة التقييم.
- هناك عدد كبير من المدرسين غير مؤهلين بما فيه الكفاية على التعامل مع تقنيات التعليم.
- في أحيان كثيرة يغيب التواصل الإنساني بين الطالب والمعلم وبناء على ذلك يفتقد الطالب النقاش والحوار الذي يعد عنصرا هاما من عناصر العملية التعليمية.
- ارتباط تكنولوجيا التعليم بعدد من التقنيات الأخرى مثل مدى كفاءة شبكات الاتصال ومدى توفر الأجهزة والبرامج وتكلفة الصيانة.
- وبصفة عامة إذا ما تم استخدام تكنولوجيا التعليم بالطريقة المثلى فإنها حتما تؤدى إلى تحقيق الأهداف المرجوة منها والتي تتمثل في زيادة فعالية العملية التعليمية وإحداث تغييرات تربوية وتنشيط المشاركة والإثراء الفكري لدى المتعلمين وتشجيعهم على عملية التفكير النقدي وما ذكرناه هو بعض من الأهداف التي يضعها خبراء التعليم وليس كلها.
- وبعد فإن علم 'تكنولوجيا التعليم' مازال بحاجة إلى تطوير محتواه ومفهومه بحيث يكون أكثر شمولية بما يلاءم تغيرات العصر لتحقيق هدف تلبية المتطلبات المستجدة في جميع مناحي الحياة.
خلط بين مفهوم الوسائل التعليمية وبين مفهوم تكنولوجيا التعليم:
يخلط الكثيرون بين مفهوم تكنولوجيا التعليم وبين مفاهيم أخرى من بينها مفهوم وسائل التعليم وذلك بسبب ارتباط هذه المفاهيم بعضها ببعض ارتباطا وثيقا، وقد أشرنا سابقا إلى مفهوم تكنولوجيا التعليم والذي تم تعريبه بعبارة 'تقنيات التعليم' أما الوسائل التعليمية فهي تعد مرحلة سابقة تطورت حتى أدى تطورها إلى ظهور تكنولوجيا التعليم ويقتصر مفهومها على أنها الأدوات والمواد التعليمية التي يستخدمها المعلم لتسهل له عملية نقل الخبرات التعليمية إلى المتعلم بسهولة، ولذا فإن الوسائل التعليمية تعد جزءا من منظومة تكنولوجيا التعليم وليست مطابقة لها.